الخميس، 28 يوليو 2016

إلَــــــى راحِــلـــــــة عمـان فـي 1/9/2014 شــعــر : سـعـيـد تــايـــه

إلَــــــى راحِــلـــــــة
عمـان فـي 1/9/2014 شــعــر : سـعـيـد تــايـــه
أعْـيَـا الـرَّحـيـلُ غَـداةَ الـبَـيْـنِ سـاقـينَـا
والـبَـيْـنُ أسْـرَفَ بـالآهــاتِ يَـسْقـيـنَـا
هـذا الـرَّحـيـلُ أتـى بـالحُــزْنِ يَـفْـرِسُنـا
بَـيْـنَ الـجَـوانِـحِ قَـدْ هَـاجَـتْ مآسـيـنَـا
شَـمْـسُ الهَـوَى رَحَـلَـتْ بـالهَـمِّ بَـاكِيَــةً
والهَـمُّ أنْـخَى المَراسي في مَـراسيـنَـا
تَـطَـاوَلَ الـحُـزْنُ لا يَـأتـي عَـلَـى أَحَــــدٍ
إلاَّ وَقَـــدْ رَاحَ بـالآهــــاتِ يَـكْــويـنـــا
يَـا مَـنْ نَـوَيْـتُـمْ رَحـيـلاً عَـنْ مَـرابِـعِـنـا
ألا تَـذَكَّــرتِ شَـيْـئَـاً مِـنْ تَـصَـافـيـنـــا
أَتَـرْحَـلـيـنَ وَقَـدْ أشْـعَـلْـتِ فـي كَـبِـــدي
نَــارَ الـفِـراقِ وَنَـار الـوَجْـدِ تَـكْـويـنَـا
يَـا جَـْدوَلَ الـحُـبِّ والأشْـواقُ تَـغْـمُرُني
مَـنْ ذا بُـعَـيْدَكِ كَأسَ الـحُـبِّ يَسْقـيـنـا
مَـنْ ذا إذا غِـبْـتِ عَـنَّا سَـوفَ يُـؤْنِسُنـا
وَيَـسْـكُـبُ الـحُـبَّ عَـذْبَـاً في تَـلاقـيـنـَا
وَمَنْ سَـيُلقـي صـباحَ الـخـيْـر مُبْتَسِمـاً
أحْـلَى الـوُرُودِ مَعَ الـرَّيْحَـانِ يُهـديـنـا
وَمَـنْ يَـمُـدُّ لَنـا يَـــدَ الـهَــوى غَــدقَـــاً
يُـهَـدِّئُ الـعَـيْـنَ إنْ فَـاضَـتْ مَـآقـيـنــا
يَـا أعـذَبَ الـنَّاسِ حُسْـنَاً في طَلاوَتِهـَا
يَـا شَمْسَ رُوحي عَلَـتْ أرجاءَ وادينا
لَكَـمْ بَـنَـيْـنَـا عَلَى شَــطِّ الـهَـوى أَمَـــلاً
وَكَـمْ زَرَعْـنَـا مِـنَ الأحـلامِ مـا شـيـنـا
وَكَـمْ سَهِـرْنَـا نُـنَاجي الـنَّجمَ في فَـرَحٍ
وَفـي الـدَّيَـاجِـي يُـنـيرُ الـبّـدْرُ واديـنـَا
وَكَـمْ كَتَـبْـنَـا قَـوافـي الـحُـبِّ مُـتْـرَعَـةً
يَـشْدو بِهَـا الـطَّـيْـرُ والألحـانُ تُشْجينا
كَـأنَّمَـا نَـحْــنُ فــي أوْتَـارِهَـــا وَتَــــرٌ
عَـلَـى تَـقَـاسـيـمِـهِ غَـنَّـى الـمُـحِبِّـيـنـا
كُـنَّـا وَكَـانَ الـهَـوى يُـثْـري تَـلاحُمَـنَـا
يُـمري وَذا مِنْ رَحيقِ الأُنـسِ يَرويـنَا
هَـذي الـرَّوابي لَكَـمْ زُرْنَـا خَمَائِلَـهـا
نَـمْشـي وَنَـرْكُـضُ كـالأطْيَـارِ لاهـيـنَـا
وَكَـمْ رَسَـمْنَـا عَـلَى أشْجَارِهَـا وُشِماً
مِـنَ الـمَحَـابِـرِ تَـرعَـانَــا وَتَحْـمـيـنَـــا
وَيَـوْمَـهَـا كانَ هـذا الحُـبُّ يَـجْمَعُـنَـا
فـي رَوْضَةٍ مِـنْ رِيَاضِ الأنسِ يَأوينـا
مَـاذا أقُـولُ وَأنْــتِ الـيَــومَ راحِـلَـــةٌ
عَـنَّـا فَـيَــا أسَــفــي إنَّـــا مَحَـازيـنَـــا
هَـذي القَـوافي لِـبُعْـدِكُـمْ لَقَدْ جَزِعَتْ
مَـا عَـادَ يُـبْـهِـجُــنَـا شِـعْـرٌ يُـنَـاغـيـنـا
أشْفَقْتُ مِنْ لَهَفي مِنْ عُمْقِ مَحْزَنتي
عَـلَى الَّـتي رَحَـلَـتْ مِـنْ بَـيْـنِ أيْـديـنَـا
مَـشَيْـتُ في مَوْكِبِ الأحْـزانِ مُنطَوِيَاً
أبْـكي عَـلـى الإلْـفِ مَـا جَـادَتْ مَآقيـنَـا
وَخَـيَّـمَ الـصَّـمْـتُ والأرواحُ خاشِعَـةٌ
تَـبْكـي وَقَـدْ أجْهَـشَ الأحْبَـابُ بَاكـيـنَـا
هَـا قَـد رَحَلْتِ وَلَـنْ نَنْسَى فَضَائِلَكُمْ
مَـا عَـانَـقَ الطَّـلُّ أعنـاقَ الـرَّيَـاحينــا
وَلَـنْ نَـثُـوبَ عَنِ الإفصَـاحِ في وَلَهٍ
عَـنْ مَـدْحِ حُسْـنِـكِ ما دامَ الذِّما فينـا
وَلَـنْ نَـكِـفَّ عَـنِ التَّـذكـارِ ما بَقِيَتْ
فـيـنَـا الـحَـيَـاةُ وَمَـا شَـيءٌ يُواسينـا
فَكَيْفَ نَنسَى هَـوى مَنْ كانَ يُغْدِقُنا
حُـبَّـاً وَيَـرعَـى عَلَى الأيَّـامِ ماضيـنا
واللـهِ يَـا حبِّ لَـنْ ننْساكِ ما طَلَعَتْ
شَمْسُ السَّماءِ عَـلَى دُنيا مَغَـانـيـنـا
تَظَـلُّ ذِكْـراكِ فـي ذا القلـبِ عَـالِقَـةً
وَلَيسَ مِـنْ أحَــدٍ ما عَـنْكِ يُـلْهـيـنَـا
يَـا أشْـرَفَ النَّاسِ يَـا أنداهُـمُ خُلُقَـاً
رُوحـي فَـداكِ يَـا أغـلَـى أمـانـيـنــا
يَـا اَطْـيَبَ الـخَلْـقِ يَـا أرقى مَنابتِهمْ
يَـا نُـورَ قـلْـبي وَ يَـا أحْلى قَوافينـا
يَـا أمْلَـحَ النّـاسِ يَـا أحـلى كَواعِبَهُمْ
ما عَـنْكِ في الكَوْنِ يُسلينا وَيُغْنينا
واللـهِ إنْ أنـسَ لا أنسى شَمائِـلـَكُـمْ
وَلَـنْ يَغيـبَ لَكُــمْ طَيْـفٌ بِنـاديـنـــا
بِـنْتُـمْ وَبِـنَّـا وَمـازلْـنـا نُـعَــاهِـدُكُـــمْ
عَـلَى الـوَفَــاءِ نُؤدِّيــهِ قَــرابـيـنَــا
وَمَـا سَـلَـوْنَـا ولا نَـسْـلُـو أَحِـبَّـتَـنـا
مَا كانَ نَبْضٌ وَمَا عَاشَ الرّجَا فينا
تَـغَــيَّـرَ الـحَـالُ مِـنْ بَـعْـد فُـرقَـتِكُـمْ
وَغَـادَر الـسّعْـد يَـا عُـمُـري لَـيَاليـنا
وَمَـا لِـجــرحــي مِـنْ آسٍ يُـطَـبِّبُـــهُ
إلاَّكِ يَـا خَــيْـرَ آسٍ هَـلْ تُــداوينــا
يَـا لَيْـتَ شِعْـري وَهَـذا القلبُ مُنْفَـطِـر
شَوْقَـاً إليكم وَهـذا الشًوقُ يُضنـينــا
الـدَّمعُ يَهْـمي على الخَـدَّيْـنِ في هَلَــعٍ
والحُزْنُ أرْسَى جُـذوراً في رَوابينـا
يَـا جَـنَّةَ الخُـلْدِ هَـاجَـتْ في خَـمَائِلِهــا
صَبَـابَتي بِــكِ قـدْ جَـلَّـتْ مَـرامـيهَــا
يَـا أقـرَبَ الـنَّاسِ مِـنْ روحي تُعَلِّـلُهـا
ذِكْـراكِ مَا بَـرِحَتْ تُـذْكي تَصابيـنـا
مَـاذا صَـنَـعْتُ بِـدُنـيَـايَ الَّـتي أَخَـــذَتْ
مِنِّي الحَـبـيـبَ وَمُذْ صَارتْ تُجافينا
مَـا أوْحَـشَ الكَـوْنَ إذْ جَـفَّـتْ رَوَافِـدُهُ
مِـنَ الأحِـبَّـةِ يَـا دُنـيَـا ألا اشـفـيـنـا
يَـا مُهْـجَـةَ الـرُّوحِ يـَا دُنْـيَـا مَبَاهِجِـنا
مِنْ نُورِ وَجْهِـكِ قَـدْ شَعَّـتْ أمانيـنـا
عَـلَـيْـكِ مِـنِّي سَـلامُ اللَّــهِ مـا بَـقِـيَـتْ
رُوحِي وَرُوحُـكِ بِـالآمـال تُـدْ نـيـنَــا
عَـلَـيْـكِ مِـنِّـي سَــلام اللــهِ مُـبْـتَهِـلاً
بِـأنْ يَـصُـونَـكِ رَبِّي مِـنْ أعَـاديـنَـا
وَأنْ يُـديـمَك فَـخْـراً مِـنْ مَـفـاخِـرِنـا
فَـتَـملأُ الـكـونَ رَيْحـانَــاً وَنَـسْرينـا
هــذي يَـدي لَـكِ مَـمْـدودةٌ أَبَـــــــداً
وَمَا لِغَـيْـرِكِ قـد تُـسْـدى أَيَـاديـنــا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق