الاثنين، 27 يونيو 2016

الأم العذراء .. بقلم : اخلاص مجيد ..

اخلاص مجيد ..
الأم العذراء ..
، عشت حياتى الطويلة كنخلة ممتدة لأجيال متتالية . لم اجرب الحب ولو لمرة واحدة ولا حتى الارتباط .
منذ نعومة اظفاري كنت احمل أخى الصغيرو أغنى له ، و فى الاربعين تزوج اخي ذاك. تزوج. ثم ربيت اطفاله و كبر أطفال الأطفال الأن و تزوجوا . هذا ما تبقى من عمري . .
أنت لا تعرف معنى أن تعيش على نهر جار .. و تقضى في الحرمان سبعون عاماً . أنت عطشان .. لا يمكن أن تعرف هذا لأنك لم تجربه .. فأنت رجل .
و فى صباي كانوا يقولون إن الرجال خُلِقوا للمدارس والمقاهي اخر النهار ، و النساء خلقن لخدمتهم .
و كان أبى( اااه يا ابي) ،كان يحلم بتريبة اولاده ليراهم وهم في ارقى مستويات النجاح .. و كان ثمن هذا الحلم بعد أن غادرت امي الحياة الى مثواها الاخير بعد ان اصابها المرض وبقيت فى البيت لا أبرحه ..أطبخ و أغسل و أمسح .. اوفر ما يمكن توفيره من المال ، كنت ساعد ابي الْايمن لأعاونه على تحقيق حلمه الكبير. .
كنت الضحية نعم ضحية من لحم ودم ،ليدخلوا ارقى الجامعات وليتعلموا ليقولوا ا للعالم نحن رجال .
كنت في قمة السعادة بهذه التضحية .
كنت اماً ولكن عذراء ..
و الأن و قد تغيرَت من حولى الدنيا .. لقد اصبحت غريبة فى عالم غريب .. عالم لا يخلو من الثرثرة و الغرور و الحب والكره والخيانة ونكران الذات .
اولادي الذين ربيتهم و منحتهم صباي واجمل ايام سنواتي ، ينظرون إلىَّ كأنهم ينظرون إلى تحفة .. واحياناً يستهزؤن بي لأنى لا أفهم في امور الحب ..
لقد انتهى دوري ... و لم يبق لى سوى البكاء فى صمت إلى جوار نافذتي الصغيرة . .
كنت أطمع فى شئ واحد .. هو التقدير ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق