قراءة مختصرة في تجربة الشاعرة منى الصراف
عدي العبادي
تعد تجربة الشاعرة منى الصراف من التجارب الشعرية التي حققت حضور وانتشار في الساحة الأدبية وقد طرحته هذا التجربة في زمن مزدحم بالأصوات الشعرية وقد امتازت عن اقرنها بتوظيف الجمال والاشتغال على ثقافة المكان التي اشتغل عليها باشلار وفوكو حيث تقول
ثوب عرس
زجاجةٌ عطر
تبكي وردةٌ حمراء
غادرها الندى
حكاياتها ملونة
مسافرة بمنقار طائر
لامست وجه القمر
جديلة فضة تغازل النجوم
ما احتضنت يوما مطرا
سنوات عجاف
أمنية باردة
تصور الشاعرة حزن وردة ووجه القمر وبرود أمنية انها تخرج الاشياء من عوالمها الى فضاءات اوسع معتمدة على قدرتها في صناعة الخيال واهم عنصر في شعر الصراف انه يصنع الدهشة عند الملتقي المعني في الخطاب او الممول كما يطلق عليه الناقد الايطالي الكبير امبرتو ايكو كما لديها قدرة في بناء وحدة موضوع لكن تتعدد في الصور وهذا حال قصيدة النثر الحداثوية حيث ان كل مقطع يكون نص مستقل في ذاته ونجد الشاعرة في تعددها تحبر مع النص وهي تضع بنية خيالية في قولها
انينٌ عالق بخيط على الشجر
يمتطي الوهم بين شقوق الوجه
ينوح يوم لم يكتمل
امنيات بردت احلام عتيقة
دفنت بثوب عرس
انه نص مفتوح كتب برمزية وهذا يعود لقدرة الصراف على المسك باللحظة الشعرية ونسجها انها لا تكتب بطريقة مباشرة لتفتح باب التأويل وتجعل منتجها الابداعي يشغل الذائقة محرك في داخلهم محاول الاشتباك مع العمل لفك شفره والوصول لماهية العمل

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق