الخميس، 31 مارس 2016

- اسرار الطفوله 8 -- بقلم محمود البستاني






















من مجموعتي القصصيه اسرار
اسرار الطفوله 8
عند منحنى الازقه الضيقه والدوائر المخفيه للبيوت المتداخله تتطاير
القبلات البرقيه والخاطفه بين المحبين .الكل يعشق ويحب دون استثناء .الصبيه الذين لم يعرفوها تنتابهم نوبات اصطياد المعرفه وخوض الغمار .ولا ادري لم ينتابهم صرع العشق ايام الامتحانات .لا بد من هناك سبب لا اعرفه .كنت اقراء طوال الوقت واحاول ان اكون متميزاً بين اقراني فاتخذت الزقاق الخلفي الطويل لبيتنا مكاننا اتخذته جيئا وذهاباً وانا اتلوا كتابي الثقيل .وفتاة بحجم البندقه تاتي كل يوم لتجلس على دكه تراقب انشغالي لم يكن ببالي اي مما تفكرون به .ولم اكن لافقه شباءً إلا دروسِ .صبية للتو قد انبثقت نهديها من طوق الطفوله تدامن بمريلتها المدرسيه الانيقه لمدرستها القريبه من دارنا .
-صباح الخير
-صباح الخير بخجل
اراك منشغل بدروسك مالذي تطالعه
-الاحياء انه درس فيه الكثير من التفاصيل
-وانا عندي اليوم امتحان الرياضيات
-هل تريدين ان اعينك في اي شيء
كنتُ اسبقها بمرحلتين
-اود ان تشرح لي هذه المعادله قبل دخولي للامتحان
فتحت كتابها الانيق واخذت تقراء لي ما تود ان افهمها اياه فاخذت اشرح لها المعادله الحسابيه بجد وشعرت انها متعمده ان تلامس يدي او تقترب مني بشكل بت ارتجف ولا ادري لِمَّ .وحين احتكت بكتفي شعرت ان شياءً ما في جسدي يظطرب بوجل .غادرت حين ازف وقت الاختبار
انقلب كياني ولم اعد افهم ما اردده في قرائتي لكتابي الذي بات عدوا لعقلي وكلما حاولت ان اوزن الكلمات في ذاكرتي ترتجف وقع حديثها لتربك ما اروم اليه .يوم اخر واخر حتى غدت قرأتي تنتظر بزوغها الممزوج بالارتباك والانتظار .الصباح الثالث وقفت عند مكانِ وبثقة لم آلفها قالت
- انا احبك
-تسمرت في مكاني وخانتني الكلمات
نعم كان شيأءً كبريق ومضة البرق تجتازني .على قارعة تلك الكلمات. ولم اكن قد هيئت نفسي لتلك المفاجئه المدويه
- اريد ان اقبلك
وقفت ساهما مشتتاً خجلاً متهالكً فقبلتها وانا في غيبوبه وكاني اسري الى عالم لا احد فيه .
اخذتني صوب عالم لم آلفه بعد
نسيت دروسي ولم اعد افقىء من دروسي شياءً كنت في انتظار حظورها الممحون في مفاصل ساعاتي .لقد تغير شيء ما لم اكن اعرف كنتها إلا ان كياني انقلب رئساً على عقب .اليوم التالي كنت اقراء بلا فهم ولا اعرف مالذي اتلوه والظهيره كانت ببعد الازل وصار الليل دهراً لا نهايةَ لها وانا اتلوى في مخدعي الشوكي
مرت ايام وكانها الدهر حتى توضىء احدى الصباحات بها طوقتي بذراعيها الصغيرتين وهي تشهق وجودي قبلتها كأعصار يلف كل ما تحتها
وانا اردد اين كنتي لقد جعلتيني اقلق
-احبك قالت وهي تضم شفتيها بين شفتي وتعلمت طعم القبل منذ فجر العشق
محمود البستاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق