الاثنين، 28 مارس 2016

- على مفترق الطرق – بقلم ابووليد 2016




- على مفترق الطرق –
ظلوا في أمرهم حائرين ، لا يدرون ماذا يفعلون ، فهم حين أكملوا الدراسة الأعدادية انتابهم قلق وتردد لأية كلية ينتسبون ، ذلك أنه قرار حاسم في رسم مستقبلهم فلم يحسنوا الاختيار وهم على مفترق الطرق .وحينما أنهوا دراستهم الجامعية شابهم القلق والتردد مرة أخرى لأية وظيفة ينتسبون وهل هي تحقق طموحهم أم أن الاختيار كان خاطئا أيضا؟
وما أن مضت أعوام حتى جاءهم هاتف يدعوهم لأن يطرقوا باب الزوجية وهو قرار فيه مسؤولية وأعباء فوقفوا من جديد مترددين في اختيار المرأة التي ستشاطرهم حياتهم ، انه قرار صعب فأية امرأة يمكن أن ترضي الأماني والأحلام التي تساورهم ؟ وما هي مواصفات هذه المرأة التي ستلعب الدور المهم لبقية أعمارهم ؟ أهي مدركة واعية ؟ أم هي مجرد امرأة ذات جمال ما يلبث أن يخبو بعد حين ؟
وهكذا يكونون على مفترق الطرق من جديد .
اننا لو ألقينا نظرة سريعة على ما يدور في أذهاننا كلما اجتزنا مرحلة من مراحل الحياة لوجدنا أننا نقف بين حين وحين على مفترق الطرق .
ففي كل معضلة نكون ملزمين بقرارات حاسمة تلعب دورها لتحديد الملامح الطارئة فيما بعد .
انه اختيار للقدرة على تجاوز ما يعترضنا من معوقات ، وهكذا نكون على الدوام على مفترق الطرق .
وعلى أقل تقدير نكون حينئذ قد أخطأنا أو أصبنا ، فاذا كان الأخفاق في الأختيار قلب حياتنا بؤسا وشقاء ، أما لذا أصبنا فان الفوز حليفنا ومعه الرضا والطمأنينة .
ان حياة الانسان لا تخلو من هذه الوقفات التي ترسم له معالم الطريق .
ولعل الأمثلة كثيرة في هذا الصدد .
فنحن حينما نولد ونترعرع وسط أسرة ومحيط له من المعتقدات والقيم والتقاليد ، سنكون ملزمين في التقيد بها , فاذا كبرنا وجاءتنا أفكار وقيم لم نعرفها من قبل وكان لها تأثير شديد علي نفوسنا سنكون حينئذ في دوامة الصراع بين ما كنا نحمله والجديد الذي فوجئنا به .. أترانا سنكون عل مفترق الطرق في الاختيار ؟
قد يرشدنا العقل في الأوقات الحرجة لأن نفهم بأن استلاب القيم والعقائد ليس هينا وأن محور الصراع بين الجانب الحضاري المادي وبين قيم الروح هو رهين بما نحمله من فهم ووعي والا سنكون على هامش الحياة منبوذين أضعنا كل شيء .
وهكذا يكون الاختيار ونحن على مفترق الطرق هو حسم مسألة لا بد لها أن تحسم على شكلها الذي ليس فيه أذى أو جناية على حياتنا التي نريد لها أن تكون هانئة وسعيدة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

Text Widget

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تحميل